محزنة تلك المشاهد من بعض العواصم الشهيرة التي ارتبطت بصفات ونعوت متعلقة بالرقي والحضارة والجمال والعراقة ورهبة التأريخ وأناقة البشر واعتدادهم بإرث طويل من التقدم العلمي والتقني، والثقافة والفنون والآداب، وكل مظاهر الحياة التي يحلم بها البشر في دول أخرى، وجعلتهم يحلمون بالعيش في عواصم الأحلام تلك، ويتوقون إلى تحقيق الحلم بكل الوسائل، المشروعة وغير المشروعة.
كانت مشاهد تراجيدية مؤلمة عندما اجتاح وباء كورونا فرنسا وعاصمتها مدينة النور، وبريطانيا وعاصمتها العتيقة العريقة مدينة الضباب، وإيطاليا وعاصمتها روما الموغلة في العراقة والأساطير، التي تمثل متحفاً لحضارة لن ينتهي ذكرها إلا بنهاية البشر، وكذلك إسبانيا الجميلة الراقصة، وألمانيا العتيدة الجبارة، والكثير غيرها من دول القارة التي كانت تقود العالم، وقدمت للبشرية أهم الاختراعات والمنجزات، القارة التي أثبتت جائحة كورونا أنه لم يكن تجاوزاً أو مبالغة عندما أُطلق عليها القارة العجوز.
فعلاً شاخت هذه القارة، سواءً أدرك حكام دولها السابقون واللاحقون أم لم يدركوا، وقد أثبتت أحداث كثيرة في العقود الماضية أنها تمر بمرحلة شيخوخة أصابت مفاصلها بالتصلب، وأفقدتها القدرة على تجديد خلاياها واستعادة ضخ الدماء في شرايينها، إنه الغرور قاتله الله جعلها تعيش على أمجادها الماضية وأوهامها أنها قادرة على تجاوز المحن، وأن بقية دول العالم في القارات التي كانت ترزح تحت استعمارها لن تستطيع في يوم من الأيام أن تسبقها وتتفوق عليها.
اهترأت أنظمة الدول في القارة العجوز بالنسبة لما يتعلق بالإنسان كأكرم مخلوقات الله. حولته تلك الأنظمة إلى ترس يدور ويضخ المال في أوعية الضرائب ويلهث كالمجنون لتأمين أبسط متطلبات حياته، وعندما تجتاحه الكوارث يجد أنه في العراء، لا قيمة له ولا اعتبار لحياته، يكتشف أنه حتى في لحظات الأمراض التي تهدد حياته مرهون بأنظمة صحية تتعامل معه كآلة إنتاج، إذا لم تعد قادرة على العمل فليس بالضرورة الاهتمام بها ولتذهب لمواجهة مصيرها المحتوم.
عقدة التفوق قاتلة عندما ترتهن لها دول ومجتمعات وتصبح أسيرة لها دون الالتفات إلى ما يحدث في بقية العالم من حولها، والاستمرار بارتشاف نشوة الماضي البعيد دون التأمل في الحاضر ومن يحاولون الإمساك بزمامه، داء عضال يتسبب في التعطيل والوهن والضمور. وهذا ما تعانيه بعض مجتمعات القارة العجوز وتسبب في أشكال كثيرة من معاناتها.
habutalib@hotmail.com
كانت مشاهد تراجيدية مؤلمة عندما اجتاح وباء كورونا فرنسا وعاصمتها مدينة النور، وبريطانيا وعاصمتها العتيقة العريقة مدينة الضباب، وإيطاليا وعاصمتها روما الموغلة في العراقة والأساطير، التي تمثل متحفاً لحضارة لن ينتهي ذكرها إلا بنهاية البشر، وكذلك إسبانيا الجميلة الراقصة، وألمانيا العتيدة الجبارة، والكثير غيرها من دول القارة التي كانت تقود العالم، وقدمت للبشرية أهم الاختراعات والمنجزات، القارة التي أثبتت جائحة كورونا أنه لم يكن تجاوزاً أو مبالغة عندما أُطلق عليها القارة العجوز.
فعلاً شاخت هذه القارة، سواءً أدرك حكام دولها السابقون واللاحقون أم لم يدركوا، وقد أثبتت أحداث كثيرة في العقود الماضية أنها تمر بمرحلة شيخوخة أصابت مفاصلها بالتصلب، وأفقدتها القدرة على تجديد خلاياها واستعادة ضخ الدماء في شرايينها، إنه الغرور قاتله الله جعلها تعيش على أمجادها الماضية وأوهامها أنها قادرة على تجاوز المحن، وأن بقية دول العالم في القارات التي كانت ترزح تحت استعمارها لن تستطيع في يوم من الأيام أن تسبقها وتتفوق عليها.
اهترأت أنظمة الدول في القارة العجوز بالنسبة لما يتعلق بالإنسان كأكرم مخلوقات الله. حولته تلك الأنظمة إلى ترس يدور ويضخ المال في أوعية الضرائب ويلهث كالمجنون لتأمين أبسط متطلبات حياته، وعندما تجتاحه الكوارث يجد أنه في العراء، لا قيمة له ولا اعتبار لحياته، يكتشف أنه حتى في لحظات الأمراض التي تهدد حياته مرهون بأنظمة صحية تتعامل معه كآلة إنتاج، إذا لم تعد قادرة على العمل فليس بالضرورة الاهتمام بها ولتذهب لمواجهة مصيرها المحتوم.
عقدة التفوق قاتلة عندما ترتهن لها دول ومجتمعات وتصبح أسيرة لها دون الالتفات إلى ما يحدث في بقية العالم من حولها، والاستمرار بارتشاف نشوة الماضي البعيد دون التأمل في الحاضر ومن يحاولون الإمساك بزمامه، داء عضال يتسبب في التعطيل والوهن والضمور. وهذا ما تعانيه بعض مجتمعات القارة العجوز وتسبب في أشكال كثيرة من معاناتها.
habutalib@hotmail.com